الأحد، يوليو 17، 2011

صالح بن عبدالله السليمان: هل معمر القذافي حصان طروادة ؟

هل معمر القذافي حصان طروادة ؟

انتشر في الآونة الأخيرة حديث عن دراسة باسم " القذافي ... غرابة أطوار أم حلقة في مخطط ". هذه الدراسة صدرت عن " مكتب الدراسات الفلسطينية - حركة فتح" والذي تحول لاحقا إلى "مركز الدراسات الفلسطينية" وأصبح يتبع السلطة الفلسطينية, في 20 كانون الأول (ديسمبر) 1979 أي قبل ما يزيد عن 35 سنة , ونشرت دون ذكر اسم الكاتب مما أثار جدلا حينها ثم اختفت الدراسة ولم تذكر إلا مؤخرا .

ولكن الذي لا يعرفه الكثيرون أن مؤلف هذه الكتاب هو الرئيس الفلسطيني حاليا السيد محمود عباس "أبو مازن" , بالرغم من انه لم يضع اسمه على الكتاب. وهذا مدعاة للتأكد من أن كاتبها هو أبو مازن نفسه , فحين صدور الدراسة عام 1979 كان" أبو مازن" محمود عباس الذي كان يرأس وقتها لجنة دراسات مقرها دمشق ’ ولا يمكن أن يخرج كتاب أو دراسة عن هذا المركز بدون موافقته وإطلاعه . ناهيك أنه وافق على صدورها غفلا من اسم مؤلف أو حتى إشارة له , مما يعني أنها صدرت عنه هو , وانه هو كاتبها .
بالطبع الكل يعرف السيد أبو مازن وانه مقرب جدا للولايات المتحدة الأمريكية . وقد ضغطت الولايات المتحدة وأوربا على ياسر عرفات "أبو عمار" أن يتم تنصبه رئيسا للوزراء في السلطة الفلسطينية باستخدام سلاح المساعدات المؤثر جدا في قرارات الفلسطينيين . وهو يعرف الكثير من خفايا السياسة الأمريكية , بل وفي النهاية أصبح متعاونا إلى حد كبير معها . نحن هنا لسنا في جدل حول تخوين أو تقرير من هو الصواب والخطأ فهذا ليس مجالنا . ولكن فقط لإثبات أن الكتاب الذي صدر منذ عقود . كان له مصداقية , مصداقية المؤلف ومصداقية المعلومة .
الدراسة تتلخص في أن الولايات المتحدة زرعت القذافي في السلطة لتحقيق عدة مآرب لها في أوربا والعالم العالم العربي وهي ليست طويلة ومن شاء الاطلاع عليها كاملة فليبحث عنها فهي منشورة على الأنترنت .
والمؤيد الثاني لصحة ما ورد في هذه الدراسة هو صدور رواية ( يقال أنها خيالية )عن أيريك جوردان ( Jordan Eric ) تتكلم عن زرع رئيس أمريكي صهيوني في البيت الأبيض لمساعدة إسرائيل . وهذه صدرت باسم عملية الخليل (Operation Hebron ) عام 2000 .
والعجيب والملفت للنظر حقا أن اييريك جوردان Eric Jordan هو الذي شغل أكبر منصب في CIA)) السي أي أيه الأمريكية في ليبيا في ذلك الوقت . إذا شغل منصب مسئول نشاطات الوكالة في ليبيا إبان حكم الملك إدريس السنوسي , وكان مكلفا بتلك المهمة تحت ستار المساعدة في تكوين جهاز المخابرات الليبي وقتئذ و تولى شخصيا قيادة فريق من عملاء الاستخبارات الأمريكية من الأمريكيين والليبيين والعرب وغيرهم . وكان دوره الرئيسي الحفاظ امن النظام الملكي الليبي بتكليف من السي أي أيه ( كما يقال) . والغريب أن Eric Jordan غادر ليبيا فجأة بطائرة أقلعت من قاعدة هويلس صباح الثاني من سبتمبر 1969هو وبعض العملاء المهمين للوكالة .
فهل تكون روايته حول زرع رئيس أمريكي صهيوني حقيقة تمت ولكن باختلاف الأمكنة والأسماء؟ وهل الخيال الذي ذكره كان واقعا بالنسبة له في مكان آخر ؟
ولماذا كان توقيت انقلاب القذافي على الملك السنوسي قبل أيام فقط من تنحي الملك السنوسي عن العرش ؟. بل وكان قد كتب خطاب التنحي . وسبّب التنحي انه كان كبيرا في السن ولا يمكنه مزاولة أعباء الحكم , الخطاب ذكرته عدة مصادر والذي حدث انقلاب القذافي العسكري قبل أن يعلن, وأعلن بدله البيان الأول
هل كان القذافي هو حصان طروادة الذي استخدمته " السي أي ايه" للدخول على عبد الناصر ؟ وتدمير فكرة القومية العربية وحركة التحرر العربي من الداخل ؟
والذي يحير المطلعون في الشأن الليبي , إن اكبر الإنجازات التي يدعيها القذافي وهي انسحاب وجلاء القوات الأمريكية عن قاعدة (هويلس). لم يكن من القذافي نفسه . بل كان مقررا قبلها بأكثر من سنتين . وكان العمل جاريا على نقلها إلى أثيوبيا وهذا ما تم بالفعل وهذا مذكور في وثائق العسكرية الأمريكية في مكتبة الكونجرس . ولم تعمل أي من هذه الدول وفي كل مراحل العداء المعلن بينها على أخراج هذه الحقيقة للعلن .
والذي يجعلنا نثق في صحة هذا أكثر أن الجلاء تم وبسرعة رغم انه لم تكن في ليبيا أي قوة عسكرية تستطيع إجبار اكبر قاعدة أمريكية في الخارج على الجلاء . هل خرج عليهم القذافي الذي أعلن هو نفسه انه لم يكن يملك سوى بضعة بنادق و 150 طلقة وخوفهم بها ؟
كما إن فكرته حول إلغاء الوجود الفلسطيني مقابل إضافة ثلاث حروف إلى اسم إسرائيل . ومقابل هذه الحروف الثلاث يتنازل العرب عن كامل الضفة الغربية وغزة والجولان ويطبّعوا علاقاتهم كاملة مع إسرائيل , تلقى ضوءا على دوره في حماية الكيان الصهيوني . يتعدى دور من يتباحث معهم هذا الكيان من المنهزمين العرب والمنبطحين, لكي ينالوا ولو جزأ من باقي فلسطين ليحفظوا به ماء وجههم أمام شعوبهم وأمام التاريخ .
و دورة في مساعدة إسرائيل والعمل معها في تحقيق حلمها بتقسيم السودان يعزز الشك في انه لم يكن يؤمن بما يدعيه من ريادة للقومية العربية .
يقول احد رؤساء المخابرات اليهودية السابقين عن القذافي: "إن حكم القذافي يعتبر رصيدا لإسرائيل فمن غير القذافي وبطريقته التعصبية في الدعوة للوحدة العربية أن يحافظ على انقسام العرب".
والذي يجعلنا نكاد نجزم ونؤكد صحة المقولة بأن القذافي كان زرعا شيطانيا صهيونيا في علمنا الإسلامي والعربي هو تصريحه الأخير بأن زوال نظامه تهديد لأمن إسرائيل .
ألا يفسر هذا جاء في الملاسنة الشهيرة التي حدثت بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي كان حينها ولي عهد السعودية و القذافي في مؤتمر القمة العربي والتي دعا فيها الملك عبدالله , القذافي ليسأل نفسه عن الجهة التي أتت به إلى السلطة في ليبيا ؟

السؤال هنا :- كم من مرة قامت عمليات مثل عملية الجليل في وطننا العربي . وكم زرع شيطاني زرعوه في كيان امتنا .؟

إذا كان حسني مبارك وزين العابدين بن على عملاء لأمريكا وإسرائيل وثبت هذا بالأدلة القاطعة .
فهل يكون معمر القذافي هو حصان طروادة في عالمنا العربي ؟
وكم في أمتنا من حصان طروادة غيره ؟

وقى الله امتنا ونصرها ,,,
صالح بن عبدالله السليمان
كاتب مسلم عربي سعودي
http://salehalsulaiman.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق