مطبخ الإعلام

من نافِلة القول أن الإعلام أشد أدوات الحروب فتكا وضراوة، حقيقة موغلة القدم عبر التاريخ، أشهر من أستغلها المؤسسة العسكرية النازية إبان الحرب العالمية الثانية، على يد جوزيف غوبلز وزير الدعاية السياسية لهتلر.

ولم يعد خافياً أن الطرف الأقوى إعلاميا في أية نزاعات هو الطرف الذي يدير الإعلام بشكل أفضل، حقيقة كادت تُغَيِّب مشروعية ثورة 17 فبراير أمام إعلام القذافي الذي تبنى أسوأ شعارات جوبلز «اكذب حتى يصدقك الناس» بدعم مرتزقة دعاية وإعلام وعلاقات عامة  بلا ضمير.
ماذا قال جوبلز أيضاً؟ «كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسى»، لإدراكه أن المثقف محصن فكرياً ضد الدعاية الكاذبة، ولا ينفع معه بالتالي إلا القمع البدني بدلا عن القمع الفكري، وهذا بالضبط ما يفعله القذافي بجناحيه الإعلامي والعسكري.

فكيف نتصدى -كمستقلين- لهذه الآلة البغيضة؟

الحرب الإعلامية قوامها الكلمة والصورة، المقدمة عبر وسائل إعلام مقروء أو مرئي أو مسموع، وامتلاك الأدوات الإعلامية لهذه الوسائل أمر في غاية الأهمية، خاصة مع خصوصية العمل الإعلامي الذي يتطلب اشتراطات عدة قلما تتوفر في ليبيا، وما يزيد الطين بلة معاناة الإعلاميين المحليين من التهميش والتقييد والتأطير مع غياب برامج التدريب المتخصصة، وهذا ما يجعلنا نلتمس العذر إلى كافة الإعلاميين في ليبيا على أي تقصير.
 

قبل الحديث عن هذه الأدوات، يجب التوقف لتوضيح أمور هامة قد تساعد الإعلامي بشكل كبير لتحديد إطار واجبه:
- من نحن؟ يجب على الإعلامي أن يحدد الجهة التي سيتماهى معها، هل سيمثل نفسه فقط؟ أم منطقة ما؟ أم كيانا سياسيا؟ أم عسكريا؟
- ماذا نريد؟ يجب على الإعلامي أن يحدد الدور الذي سيقوم به، نقل أخبار ونشاطات؟ إظهار حقائق حول أمور بعينها؟ ميدانيا أم لا؟
مثال عملي من واقع المدونة:
نحن: ليبيون مؤيدون لثورة 17 فبراير،  لدينا مهارات تحريرية وإخراجية.
نريد: توظيف مهاراتنا من أجل خدمة الثورة، عبر التصدي للرسالة الإعلامية لإعلام القذافي، وإزالة الشبهات عن الثورة والثوار.


المربع الإعلامي:
1- المُرسِل، وهو ذاته (نحن) التي طرحت في التساؤلات السابقة.
2- المستقْبِل، وهو الجمهور المستهدف بالرسالة الإعلامية.
3- الرسالة الإعلامية، وهي ذاتها (ماذا نريد) التي طرحت في التساؤلات السابقة.
4- الوسيلة الإعلامية، وهي الهيئة التي ستصل بها الرسالة الإعلامية إلى المستقبل، مقروءة كانت أو مسموعة أو مرئية.
الإجابة عن الأسئلة السابقة تسهل على الإعلامي معرفة دوره وأدواته الإعلامية المساعدة.
1- المرسل:

مربعنا الإعلامي (من واقع المدونة والصحيفة):
1- المرسِل: إعلاميون من شباب ثورة 17 فبراير.
2- المستقبِل: المتأثرين أو المترددين بإعلام القذافي.
3- الرسالة الإعلامية: إزالة الشبهات عن ثورة 17 فبراير ومخاطبة المضللين بالحسنى.
4- الوسيلة الإعلامية: مدونة إلكترونية على الإنترنت، صحيفة إلكترونية قابلة للطباعة.


الخطة الإعلامية:
لعل الخطة الإعلامية هي أهم مراحل العمل الإعلامي، وهي سبب تسمية هذا الجزء من المدونة باسم مطبخ الإعلام، لأنه يشبه إلى حد كبير مرحلة تحضير المكونات من أجل الحصول على طعام ناضج حسب الطلب.
يجب أن يعمل الإعلام وفق خطة مدروسة لتضمن عدم إهدار الجهد والزمن دون طائل، وتحقيق أكبر نتائج إيجابية ممكنة.


أدوات الإعلام:
وسائل النشر المكتبي (صحف، مجلات، مطويات، ملصقات، لافتات، قصاصات ... إلخ).
وسائل النشر الإلكتروني (مواقع، محطات مرئية، محطات مسموعة، وثائقيات، .... إلخ).
وسائل التواصل المباشر (المضاهرات، الندوات، مواقع التواصل الاجتماعي ... إلخ).


أدوات جمع المواد: الكاميرا الرقمية، المسجل الرقمي، الحاسوب.
أدوات إخراج المواد: برامج النشر المكتبي، برامج النشر الإلكتروني.
أدوات الوصول للجمهور: بث مرئي، بث مسموع، إنترنت، مطبعة.
-----------------------------------------------------------------
وما يزال المطبخ تحت التحضير
-----------------------------------------------------------------
الكتب التالية مفيدة جدا للمصممين والمخرجين: